

حكاية خير صديق في حرم الإمام الرؤوف مرور على ۱۰۰ عام من حضور الكتاب في العتبة الرضوية المقدسة
إنّ أهم رسالة للعتبة الرضوية المقدسة هي إرشاد من يزورها ويعرفها إلى الكمال على ضوء السيرة النورانية لمولانا الإمام الرضا(ع)، وتعليم ونشر التعاليم السامية المتعالية لهذه الإمام العظيم. ومن ضرورات تحقق هذا الأمر استخدام الوسائط الهادفة والمناسبة لاحتياجات الجمهور، وفي هذا المجال يعدّ إنتاج الكتب ونشر الكتاب والترويج لثقافة المطالعة وقراءة الكتب إحدى الطرق المؤثرة والناجعة والمفيدة للغاية في هذا الإطار. وقد كان للكتاب والمطالعة مكانة مرموقة في النظام الأساسي للعتبة الرضوية المقدسة، باعتبار أنّ الكتاب من الأدوات والوسائط المؤثرة في نقل الرسائل الثقافية، نعم لم يتم ذكر الكتاب والمطالعة بالاسم في النظام الأساسي؛ إلا أنّه لا بدّ من الاستناد إليهما لتحقيق السياسات والأهداف الموضوعة في المجالات المعرفية والثقافية.
تأسيس مكتبة العتبة الرضوية المقدسة في العهد الصفوي
تعدّ مكتبة العتبة الرضوية المقدسة إحدى أكبر المكتبات في إيران والعالم الإسلامي وأكثرها غنىً، وبناء على الوثائق المكتوبة والباقية من العهود الصفوية والأفشارية والقاجارية يمكن القول أنّ هذه المكتبة تتصف بتاريخ قديم وعريق. وإنّ الوثائق والمخطوطات الموجودة في أرشيف مؤسسة المكتبات والمتاحف والوثائق في العتبة الرضوية المقدسة تتحدث عن تاريخ البناء الإداري لمكتبة العتبة، وعدد المشاغل فيها وأنواعها، وتكاليف إدارة المكتبة ومختلف الأمور المالية، ووثائق الوقف على المكتبة، ووسائل تأمين المصادر من الكتب وغيرها، ونوع الفهرسة فيها، وكيفية استخراج المعلومات، وطريقة إعارة الكتب، ومعلومات حول بناء المكتبة في مختلف العصور، مضافا إلى التغييرات والتحولات الهيكلية التي شهدتها في
العهود السالفة.
أربعمئة عام تاريخ المكتبات في العتبة الرضوية
مما لا شكّ فيه أنّ للمكتبات دور أساس في نشوء وتكامل المعرفة البشرية، وقد وضعت هذه المراكز على مرّ التاريخ فرصا غنية بين أيدي العلماء والمفكرين والباحثين وطلاب العلم، ولم يكن هذا الأمر ليتحقق لولا وجود ما نسميهم اليوم أمناء المكتبات؛ وهم الذين كانوا وما زالوا على مدى عقود وسنوات المشرفين على صون وحفظ المكتوبات الإنسانية، للمكتبات والعمل المكتبي تاريخ متجذر في الثقافة الإسلامية والإيرانية، وهناک وثائق تثبت هذا الأمر موجودة في مركز وثائق العتبة الرضوية. وتعتبر وظيفة أمين المكتبة أقدم عمل في مكتبة الحرم الرضوي الشريف، وتعود أقدم وثيقة حول عمل أمين المكتبة إلى العام ۱۰۰۹ هـ.ق وهي موجود في مركز وثائق العتبة الرضوية المقدسة، وهي الوثيقة الوحيدة من نوعها في إيران؛ لذلك تعد ذات قيمة تاريخية وعلمية بالغة، وهي مهمة للغاية في التعرف على الأعمال والوظائف المرتبطة بمجال المكتبات.
فن الفهرسة بتاريخ ۱۰۰ عام
يبلغ عمر فهرسة المخطوطات في إيران حوالي ۱۰۰ عام، وقد تم إعداد أول فهرس في إيران وهو متعلق بمكتبة العتبة الرضوية المقدسة، وذلك على يد كبار ورواد فن الفهرسة في إيران، وهم الشيخ محمد خالصي، ومرتضى قلي خان النائيني، والحاج عماد المحققين واعظ الطهراني المعروف بعماد الفهرستي، و الميرزا علي أكبر شهيدي ثقة الإسلام وأوكتايي، وقد تمّ وضع ذلك الفهرس القيّم وطباعته سنة ۱۳۰۵ هـجري شمسي (۱۹۲۶). يعمل قسم فهرسة الكتب المخطوطة والمصاحف التابعة لمنظمة المكتبات والمتاحف ومركز الوثائق في العتبة الرضوية المقدسة منذ العام ۱۳۰۵ هـ.ش (۱۹۲۶)، وهو في الواقع أقدم قسم فهرسة للكتب المخطوطة والمصاحف في البلاد، وتعدّ المخطوطات كنزا ثقافية وتاريخيا قيّما لكل أمة، فهي تمثل قيمها وتراثها الفني في مختلف القرون.
طباعة مليون و۸۰۰ ألف نسخة من القرآن الكريم
"به نشر" (مؤسسة نشر العتبة الرضوية المقدسة) هي نافذة نشر كتب ومؤلفات العتبة الرضوية المقدسة، قامت ومنذ تأسيسها وإلى اليوم بطباعة حوالي ۳۰ نوعا من المصاحف الشريفة الكاملة، و۸ أنواع من أجزاء المصحف الشريف، بمختلف الخطوط لكبار الأساتذة، ومنهم اليزدي، والنيريزي، وعثمان طه، ومهدوي، وأرسنجاني، وغلام علي الأصفهاني، مع ترجمات فارسية لكبار مترجمي القرآن الكريم في إيران، ومنهم: آية الله مكارم الشيرازي، وآية الله المشكيني، وآية الله المحلاتي، والدكتور حداد عادل، والأستاذ مهدي إلهي قمشئي، والأستاذ حسين الأنصاري. واتسمت تلك النسخ بتزيين التذهيب لأساتذة هذا الفن، ومنهم حسين نامور، وعباس عطابور، ومجيد قاسمي، والسيدة منتظري، والسيدة زهرا سادات مشرف، والسيدة فهمية صنعتگر، وقد تنوعت الخصائص الفنية والمطبعية لهذه المصاحف من حيث موضع الترجمة، وعدد الأسطر (والتي تنوعت بين ۷ إلى ۱۶ سطرا)، والألوان المختلفة المستخدمة في الطباعة، وقد تشرفت هذه المؤسسة بطباعة حوالي مليون و۸۰۰ ألف نسخة من القرآن الكريم.
أربعون عاما من الخبرة في النشر التخصصي
"به نشر" مؤسسة نشر وتوزيع لها في عالم النشر والكتب خبرات وتجارب تمتدّ لأربعين عاما، تأسست هذه المؤسسة التابعة للعتبة الرضوية المقدسة في العام ۱۹۸۳ كشركة للنشر العام، تنتج الكتب وتنشرها في مختلف الموضوعات، وفي العقود الثلاثة الأولى من عمرها استقطبت هذه المؤسسة مؤلفات ومصنفات المؤلفين في مختلف المجالات، وبعد عملية التقييم والتصحيح والتوضيب وتصميم الغلاف تبدأ عملية الطباعة ثم نشر الكتاب، وقبل العام ۲۰۰۶ كانت هذه المؤسسة تنشر الكتب في شتى المجالات المختلفة والمتنوعة بلغت ۲۶ موضوعا سواء في التصنيف أو الترجمة، وهي: علم النفس، العلوم الإسلامية، والعلوم الأساسية، والطب، والهندسة، والآداب، و... وكانت هذه الإصدارات موجهة لجميع الفئات العمرية والعلمية.
كتب قيّمة لزائري الحرم الشريف
حثّ سماحة السيد قائد الثورة مسؤولي العتبة الرضوية المقدسة على تدوين كلّ ما يحتاجه زائرو الحرم الرضوي الشريف بشكل مكتوب، فكان ذلك دافعا للتخطيط لإطلاق أول النتاجات والمنشورات المطبوعة في الحرم الشريف، وبناء عليه تمّ إقرار تأسيس لجنة الكتاب في معاونية الإعلام والعلاقات الإسلامية في العتبة الرضوية المقدسة في العام ۲۰۰۳، حيث يقوم أعضاء هذه اللجنة بمتابعة مراحل تأليف الكتب المطلوبة بأنواعها أو شرائها، ووفقا لإرشادات سماحة السيد قائد الثورة ينبغي تأمين الاحتياجات المعرفية والثقافية للزوار في وسائط يسيرة الاستخدام من قبيل الكتب، وبناء عليه بدأت حركة طباعة وإنتاج المنشورات من الملصقات وحتى الكتب، وتم جمع الملصقات والكتيبات المنتجة سابقا وتحويلها إلى كتب مفيدة تهم الزوار.
بأسلوب البحث؛ بلون الكتاب
تجري نشاطات مجمع البحوث الإسلامية التابع للعتبة الرضوية المقدسة في إطار عدد من الأقسام التخصصية، وهي قسم دراسات القرآن والحديث، وقسم الفقه والأصول، وقسم العقائد والمعارف الإسلامية، وقسم الثقافة والسيرة الرضوية، وقسم الثورة الإسلامية والحضارة الإسلامية الحديثة، وقسم الأخلاق والتربية الإسلامية، وقسم الكلام الإسلامي. وقد نجح هذا المركز العلمي البحثي منذ تأسيسه وإلى اليوم بإصدار أربعة آلاف كتاب طُبع منها أكثر من ۱۵ مليون نسخة، بموضوعات الفقه والأصول، والقرآن الكريم والحديث الشريف، والترجمة، والتاريخ والجغرافيا، والثقافة والسيرة الرضوية، والأنساب، وكبار الشخصيات الإسلامية، والأخلاق، والثورة الإسلامية، والحضارة الإسلامية، والاقتصاد الاسلامي، والكلام والفلسفة، والفن والعمارة الإسلامية، وغيرها من الموضوعات.
إصدار الكتب المحببة للشباب والكتب الجامعية
من النشاطات المهمة التي تقوم بها العتبة الرضوية المقدسة في السنوات الأخيرة إنتاج وتوزيع المنتجات الثقافية والمعرفية بهدف تأمين الاحتياجات التعليمية لجمهور القرّاء، وبناء عليه قامت مجموعة من الخبراء والمتخصصين في المجال الثقافي والمعرفي من أساتذة الحوزة والجامعة بإحصاء وتحديد احتياجات وأسئلة وشبهات جيل الشباب واليافعين، ليتم على أساسها وضع قوائم بالموضوعات التي تهمهم، ومن ثمّ إنتاج المواد العلمية والتعليمة والثقافية والمعرفية المرتبطة بهذه الموضوعات على شكل كتب وأفلام ومواد متعددة الوسائط، والمواد المناسبة للفضاء الافتراضي، مضافا إلى إقامة الدورات التعليمة عبر الإنترنت، وأيضا الأعمال الفنية، وكلّ ذلك بإشراف مؤسسة الشباب في العتبة الرضوية المقدسة. كما أنّ العتبة الرضوية المقدسة، مضافا إلى جميع نشاطاتها في مجال إصدار وتوزيع الكتب، لها نشاط مهم في إصدار الكتب الحوزوية والجامعیة وذلك عبر جامعتين تتبعان لها، وهما الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، وجامعة الإمام الرضا}الدولية.
روائع الدمج اللطيف بين الفن والكتاب
تتجلى روائع عمارة الحرم الرضوي الشريف في مرآة وملكوت الفنون الإسلامية، وإنّ كلّ زائر تطأ قدمه هذا الحرم السماوي والقدسي طالبا زيارة المولى تنبهر عيناه من النظرة الأولى ببهاء وعظمة العمارة الإيرانية الإسلامية لهذا البناء الروحاني المهيب، وتفتح الماذن والأروقة و الصحون أمام عيني الزائر والمجاور بوابةً إلى فرادة وتميز الفن الإسلامي البديع. وقد بادرت مؤسسة الإبداعات الفنية التابعة للعتبة الرضوية المقدسة، وخلال سنوات طوال، إلى إخراج وإصدار كتب مصورة فنية بديعة تصور هذه الكنوز والأبنية العمرانية الشامخة والساحرة، لتضعها بين يدي كل محب لآيات الجمال.
إصدار أكثر من ألفي كتاب للأطفال واليافعين
يعد كتاب الطفل والشباب من الركائز المهمة لنشاطات العتبة الرضوية المقدسة في مجال إنتاج الكتب ونشرها، حيث تقوم مؤسسة "به نشر" ومنذ سنوات بإصدار سلسلة من الكتب الخاصة بالأطفال واليافعين تخت عنوان "كتب الفراشة"، مضافا إلى مؤسسة "به نشر" تهتم المراكز العلمية الأخرى التابعة للعتبة بالغ الاهتمام بموضوع كتب الأطفال واليافعين والشباب وغيرها من المنتجات والمواد الثقافية المعرفية الخاصة بهم، ومن تلك المؤسسات مجمع البحوث الإسلامية ، ومعاونية الإعلام والعلاقات الإسلامية، ومؤسسة الشباب التابعة للعتبة الرضوية المقدسة.
برفقة التكنلوجيا؛ بصحبة الكتاب
مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، والتعقيدات التي تشهدها حياة الناس اليوم باتت الفرصة أقل للمطالعة وقراءة الكتب، ولكن بناء على أنّ للقراءة والمطالعة تأثير كبير على حياتنا، وهي تؤدي إلى تطور معارفنا ومعلوماتنا وبالتالي تطور جودة الحياة كان لابدّ من الاستفادة من كلّ فرصة سانحة لإحياء وتعزيز ثقافة القراءة والمطالعة، ولكي نصبح أكثر وأكثر أصدقاء للكتاب، فعندما لا يكون لدينا متسع من الوقت ولا نستطيع السير في عالم الكتب المطبوعة، فمن الأفضل أن نقصد الكتب الإلكترونية والصوتية، وفي هذا الإطار فتحت لنا كثير من دور النشر نافذة جديدة عبر هذا الشكل الجديد من
نشر الكتب.
صناعة الطباعة في خدمة نشر المعارف الرضوية
من أهداف ومحاور نشاطات وعمل مؤسسة الطباعة والنشر في العتبة الرضوية المقدسة إنتاج وتوزيع الكتب والمنتجات الثقافية للعتبة الرضوية، وتطوير إصدار الكتب كما وكيفا، وتحسين كفاءة مراكز إنتاج الكتب والمنتجات الثقافية، والمشاركة في المعارض والفعاليات الثقافية، وتفويض الشركات الخاصة ببعض الخدمات. وقد كان لضمان الجودة المستدامة للمنتجات المطبوعة في هذه المؤسسة عن طريق الالتزام بمعايير صناعة الطباعة أثره الكبير في تطابق منتجات الشركة مع إلزامات وقواعد صناعة الطباعة والنشر، وجاء أيضا نتيجة لاستخدام أحدث التقنیات في هذه الصناعة والاهتمام بطلبات الزبائن في هذا الشأن. إنّ الاهتمام بهذه المسائل في طريق تطور صناعة الطباعة ولا سيما في مجال طباعة الكتب الدينية يعدّ أداة مهمة للمنافسة في الظروف الحالية لصناعة الطباعة، ويساهم في إمكانية الدخول إلى أسواق المنطقة، ولا سيما لمركز طباعة ونشر القرآن الكريم التابع للعتبة
الرضوية المقدسة.
صالات بيع الكتب والمكتبات في العتبة الرضوية المقدسة
تقدم صالات بيع الكتب والمكتبات التابعة للعتبة الرضوية المقدسة خدماتها لمحبي الكتاب والمطالعة في مختلف محافظات البلاد، وتنشط هذه المراكز بشكل مباشر أو عبر وكلاء بحسب احتياجات المناطق المختلفة وبحسب إمكانية العتبة الرضوية المقدسة، وذلك تحت إشراف مؤسسة المكتبات في العتبة أو مؤسسة "به نشر" في مجالات إعارة الكتب ، ونشر ثقافة المطالعة، ووضع أفضل المصنفات بين أيدي القرّاء.
هناك صالات بيع كتب و مكتبات تابعة للعتبة الرضوية في مختلف المحافظات الإيرانية، ومنها: طهران، خراسان الجنوبية، يزد، أذربيجان الغربية، تشهارمحال وبختياري، كرمانشاه، لرستان، خوزستان، جلستان، سمنان، جيلان، هرمزجان. كما يتبع للعتبة حوالي ۱۰۰ مكتبة وصالة بيع كتب في مدينة مشهد وغيرها من مختلف نقاط البلاد، كما يتبع لها مكتبة في الهند وهي مكتبة "راجه محمود آباد" والتي تأسست عام ۱۹۸۹، وتضم ۱۶۵۰ مخطوطة كتاب، وحوالي ۳۷ ألفا و۵۰۰ نسخة كتاب مطبوع باللغات العربية والفارسية والأردو و
الإنجليزية.
تقديم وعرض المؤلفات والكتب الرضوية في العالم
وضعت العتبة الرضوية في برامجها وخططها ومنذ سنوات طوال المشاركة في المعارض الدولية للكتاب في مختلف دول العالم، وفي الحقيقة يمكن القول أنّ العتبة الرضوية المقدسة تمثل عمود الخيمة والركيزة الأساس في معارض الكتاب التي تقام داخل البلاد، ولا سيما معرض طهران الدولي للكتاب، وكذلك في غيره من معارض الكتب التخصصية، ومعارض الكتب العامة في المحافظات. مضافا إلى المعارض الداخلية تشارك العتبة في بعض المعارض الدولية، ومنها معارض: بيروت، والنجف، ومسقط، وفرانكفورت، بهدف تقديم الكتب الرضوية الفاخرة إلى العالم. ومن أهم الموضوعات والمحاور التي تشارك فيها العتبة في معارض الكتب موضوعات:الاطفال ، والشعر، والدراسات القرآنية، وعلوم الحديث، والفقه والأصول، والثقافة والسيرة الرضوية، وسيرة أهل البيت(ع).
الكتب الرضوية الأفضل وما وراء الحدود
باعتبار أنّ العتبة الرضوية المقدسة، بمحورية المرقد الرضوي الشريف، تعدّ مركزا عاليا تبليغيا وثقافيا وعلميا يعمل على نشر وترويج سيرة وتعاليم المعصومين(ع)؛ ولا سيما الإمام الرضا(ع)؛ فقد نجحت إلى اليوم في إصدار ونشر الكثير من الكتب في مختلف لغات العالم. حيث قامت مختلف المؤسسات التابعة للعتبة من قبيل مؤسسة "الزائر الرضوي" للنشر، مجمع البحوث الإسلامية، ومؤسسة "به نشر" بترجمة الكثير من الكتب المهمة والقيمة ووضعها بين أيدي الضيوف الزوار من خارج إيران أو إرسالها إلى الدول الأخرى ومن هذه اللغات الفرنسية، والإنجليزية، والطاجيكية، والعربية، والروسية، والأردو، والآذرية، والألمانية، والبنغالية، والهوسية. بموضوعات: الاطفال واليافعين، آداب الزيارة، الإمام الرضا(ع)، حديث سلسلة الذهب، ثقافة الزيارة والزائر، وموضوعات كثيرة أخرى. كما تمت ترجمة كتب مهمة من لغات أخرى إلى اللغة الفارسية، وكان معظمها من اللغة العربية، وقد حازت إصدارات العتبة الرضوية على عدد من الجوائز في مختلف الاحتفاليات والمهرجانات الداخلية والخارجية خلال العقود الأربعة الأخيرة.
الترويج؛ الحلقة المكملة لقراءة الكتب
من النشاطات القيمة للعتبة الرضوية في مجال نشر وترسيخ ثقافة القراءة والمطالعة إقامة ندوات ثقافية في مختلف الأماكن، من قبيل صالات بيع الكتب، والمكتبات التابعة للعتبة. ومن البرامج الكثيرة التي تقوم بها العتبة في هذا المجال نذكر ما يلي: برنامج حصة الكتاب، برنامج قراءة النصوص، ندوة "شمس" الأدبية، برنامج العلاج بالكتاب، برنامج عصر القصة، إطلاق شبكة الكتاب للتلاميذ، إقامة لقاءات فاعلة للأطفال واليافعين حول الكتاب، جلسات نقد وتحليل الكتب، الأمسيات الشعرية، وغيرها الكثير من النشاطات، مضافا إلى تأسيس "رواق الكتاب" في الضلع الشرقي لصحن القدس في الحرم الرضوي الشريف، ومحطات المطالعة في مختلف أروقة
الحرم الأخرى.
موقوفة في قلب طهران بمحورية الكتاب
"الحاج حسين آقا مَلك" ابن الحاج محمد كاظم ملك التجار، التاجر الكبير في العهد القاجاري، وهو المؤسس لمكتبة ومتحف "مَلك" في القرن الثالث عشر الهجري الشمسي، وكان قد وقف هذه المكتبة والمتحف على العتبة الرضوية المقدسة في العام ۱۹۳۷، وتعدّ هذه المؤسسة اليوم من المؤسسات الثقافية الفاعلة التابعة للعتبة، حيث تدار بشكل غير حكومي وضمن إطار وثيقة الوقف بإشراف مباشر من العتبة الرضوية المقدسة. وبحسب نظامها الأساسي لمؤسسة مكتبة ومتحف ملك أهداف متعددة، منها: نشر المعرفة، وتنفيذ وثيقة الوقف، ونشر ثقافة الوقف، وصيانة الموقوفة، وجمع المصادر المكتبية وتنظيمها، وترميم الآثار التاريخية والثقافية .
التطوع لنشر ثقافة القراءة
بمبادرة من أمناء الأوقاف قامت العتبة الرضوية المقدسة، ومنذ سنوات، بتأسيس وإدارة مراكز أنصار الخدام، هذه المراكز تنشط في مختلف المجالات الثقافية، والاجتماعية، وحتى الاقتصادية، ومركز أنصار الخدام للكتاب والقراءة هو أحد تلك المراكز التخصصية والعلمية التسعة عشر، والذي تمّ تأسيسه في العام ۲۰۱۸ ببركة الجمهورية الإسلامية وبدعم ورعاية متولي العتبة الرضوية المقدسة، حيث يتطوع للعمل فيه تحت اسم "أنصار خدام الحرم الشريف" عدد كبير من المهتمين والمتخصصين بمجال الكتاب من مختلف أرجاء البلاد.